بلطجية .. وليس ثوارا ! | Ammar Metawa | عمار مطاوع | المدونة

بلطجية .. وليس ثوارا !


إن سياسة المحاسبة داخل الإخوان غائبة .. والذين يحاولون فتح هذا الموضوع عادة ما يكونون عملاء لأمن الدولة، أو حاقدين ساعين للشهرة والسمعة.

بلطجية .. وليس ثوارا !


'القوات المسلحة طاردت بلطجية و ليس ثوارا'.. بهذا العنوان المهيب صدّرت صحيفة الحرية العدالة، الناطقة باسم الحزب الذي يحمل اسمها والمنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، صفحتها الأولى صبيحة أحداث مجلس الوزراء.

كيف يمكن استيعاب فكرة أن يخرج الآن قياديو الحزب والجماعة ليتحدثوا عن أحداث مجلس الوزراء كواحدة من مجازر العسكر؟

ألم يكن العسكر يومها بطلا مغوارا يحارب الشيخ عماد عفت وشركاه من بلطجية مأجورين عملاء يسعون لتشويه العرس الانتخابي الجميل؟

اليوم بعد أن ثبت سذاجة وغباء القيادات لا سيما الإعلامية منها، هل تمت محاسبتهم على تلك التصريحات؟ هل تمت إقالتهم علي الأقل؟

المفاجأة أن الكوادر الإعلامية الإخوانية التي نشرت تلك العنوان الغبي هي هي لا تزال من تقود المشهد الإعلامي في الجماعة حتي بعد انتقال مركزه من مصر إلي تركيا.

إن سياسة المحاسبة داخل الإخوان غائبة .. والذين يحاولون فتح هذا الموضوع عادة ما يكونون عملاء لأمن الدولة، أو حاقدين ساعين للشهرة والسمعة.

إن مثل هذا العنوان كفيل بأن يقال علي إثره كل من شارك في تلك الجريمة، وأن ينسحب الأمر إلي قيادات الحزب ومسؤولي الجماعة الذين اشاعوا ذلك الاعتقاد في صفوف شباب الجماعة الذين لم يتحرك لهم جفن وهم يرون جثث عشرات المصريين في الشوراع.. لقد كانوا خونة مأجورين.

ربما ليس في إمكاننا اليوم محاسبة المسؤولين عن هذا بعد الظرف الأمني الذي نتعرض له، لكن علي الأقل عيلهم هم من تلقاء أنفسهم أن يستشعروا المسؤولية ويختفوا من المشهد بعارهم الذي جروه علينا .. لكن عليكم ألا تتفائلوا كثيرا .. لن يحصل هذا أبدا..

علي شباب الإخوان أيضا ألا يجادلوا عن قرارات لم يكونوا هم سببا مباشرا في اتخاذها .. لقد أسلمت القيادات عقلها للعسكر فلعبوا بهم كيف شاءوا .. لقد خذلتنا قيادتنا في إدارة حكيمة للمرحلة التي وثقنا فيهم..

لن أدافع اليوم عن قيادات فاشلة غبية .. لن أدفع ثمن تجربة جيل عجوز عاش عمره كله في كنف الظلم حتي ألفه..

إن بعض قيادات الإخوان اعتاد علي المظلومية وبنى عليها انتشار مشروعه .. لذلك فشل في إقناع الناس به حين غابت تلك الحجة وجاء عهد الحرية .. لا شك أن الناس انتخبوا الإخوان احتراما لتاريخهم في الثبات إبان عهد مرسي.

لكن .. لقد فشل ذلك الجيل من القيادات حين كانوا في الصدراة .. وكان "ألتراسهم" يهاجمون كل من يحاول أن يطالب بالتحقيق في أي حادثة .. أتذكر جيدا كيف كتب عني بعض شباب الإخوان أنني "عمار الخرباوي" حين انتقدت أداء قناة مصر 25 واتهمت القيادات الإعلامية في الجماعة بالفشل..

اليوم ربما عليّ أن أقول إنني بشكل أكثر أريحية وارتفاعا .. أيها القيادات الحكيمة .. لقد أخذتم فرصتكم كاملة غير منقصوة .. الشباب أقام ثورة وأعطاكم قيادياتها علي طبق من ذهب .. ثم أفشلتموها حين وثقتوا في عدوكم وعدوها .. دعونا اليوم إذن نسطر تجربتنا الخاصة .. .. لن أدفع حساب مشاريب أحد..
شاهد أيضا
شارك

عمار مطاوع

Ammar Metawa صحفي مصري مقيم في أمريكا الجنوبية، أكتب من الأرض المنفصلة عن الجانب البعيد من لاتينا، حيث يؤمن الناس بالأساطير والحكايا أكثر مما يؤمن الشرقيون بالعقائد والأديان، ويرسمون حياة فريدة تكسر لدى مَن يجاورهم نمطية الأفكار وجمود التصورات.