مبادرة حقوقية لتطوير السجون المصرية | Ammar Metawa | عمار مطاوع | المدونة

مبادرة حقوقية لتطوير السجون المصرية


لا يخفى على أحد ما وصل إليه حال السجون المصرية في الفترة الحالية، وحجم الإهمال الذي أودى بحياة مئات الأشخاص ويستمر وقوعه على عشرات الآلاف من المحتجزين بشكل يخالف جميع القوانين والمواثيق الدولية والتشريعات المحلية، وحقوق وحريات نزلاء السجون المبينة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

مبادرة حقوقية لتطوير السجون المصرية

اقترحت "الحملة الشعبية لتطوير السجون" مبادرة موسعة للاهتمام بأحوال مقرات الاحتجاز المصرية، وهي مبادرة جيدة وجديرة بالدراسة، وبالطبع فإنها لا تستهدف أن يتفاعل معها قيادات الانقلاب العسكري، فإذلال المحتجزين في معتقدهم ضمن الثوابت، لكنها ستبقي هنا حتي تجد من يدخل بها حيز التنفيذ، في محاولة لتعديل قانون السجون الظالم.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة من الحملة الشعبية لتطوير السجون،
إلى كل من يهمه الأمر من/
مؤسسات حقوقية - جهات طبية  - جهات تعليمية - جهات خيرية - أفراد متضامنون – شركات - جميع المهتمين بالمسئولية المجتمعية في البلاد.

لا يخفى على أحد ما وصل إليه حال السجون المصرية في الفترة الحالية، وحجم الإهمال الذي أودى بحياة مئات الأشخاص ويستمر وقوعه على عشرات الآلاف من المحتجزين بشكل يخالف جميع القوانين والمواثيق الدولية والتشريعات المحلية، وحقوق وحريات نزلاء السجون المبينة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وإن لم يتوجه جميع القادرين على إصلاح الأوضاع بداخل السجون المصرية لإصلاح وتطوير ما يمكن اصلاحه وتطويره فسيعد ذلك نوع من التقصير في حق جميع نزلاء السجون وأماكن الاحتجاز بجميع فئاتهم وأسباب تواجدهم بداخلها،

فللمحتجزين حقوق إنسانية من الضروري حصولهم عليها بأسرع وقت حتى لا نرى حالات وفاة ناتجة من إهمال طبي أو مرضى بلا علاج وبيئة صحية تساعد على شفاؤهم وأنواع مختلفة من الظلم الإنساني الذي لا يجوز قانونًا إيقاعه بأي محتجز أيا كانت عقوبته.

حالة خطيرة من التدهور تقبع خلف أسوار السجون المصرية في جميع المجالات الصحية والغذائية والتعليمية،...إلخ، وبناء عليه نرى ضرورة المطالبة بالآتي:

•إجراء حصر شامل لجميع أماكن السجون وأماكن الاحتجاز بأنواعها على مستوى الجمهورية.

•التقدم رسميًا لمعاينة الأماكن المذكورة معاينة مهنية تشمل ( الوضع الصحي للمحتجزين – الوضع الغذائي للمحتجزين – وضع المباني من حيث الصلاحية الإنسانية والصحية للمحتجزين).

•إعطاء الحق للمؤسسات والأفراد للتواجد بالسجون وإجراء عمليات الإصلاح المطلوبة في المجالات التي يتم تحديدها والتنسيق حولها.

•بيان رسمي من المسئولين بتوضيح حالة المنحة المودعة بالبنوك تحت اسم تطوير السجون والمقررة لجمعية حقوق الإنسان لمساعدة السجناء والتي لم تصرف حتى الآن منذ أبريل 2013، وإخراجها للجهات المسئولة عن التطوير واستخدامها في الإصلاحات المطلوبة.

•فتح باب المسئولية المجتمعية تجاه السجون للقيام بإصلاحها وتطويرها على نفقة الشركات التي تخصم هذه المبالغ كحصتها في الضريبة.

ومن الأولويات المطلوب الاهتمام بها ومتابعة مدى ملائمتها للمحتجزين وإصلاحها إن تطلب الأمر:


•التأكد من نظافة مياه الشرب بداخل أماكن الاحتجاز وتوفير مياه نظيفة من مصدر دائم إن لم يوجد.

•المعاينة الدورية للأغذية المقدمة من مطابخ أماكن الاحتجاز ومدى مطابقتها للمواصفات الصحية.

•معاينة المباني من الداخل ومدى صلاحيتها للصحة العامة من حيث ( التهوية – وجود عازل ضد رطوبة الحوائط والأرضيات – نظافة الحمامات وصلاحيتها للاستخدام من مياه وصرف – نظافة المطابخ وصلاحيتها للطهي وضوابط الصحة العامة ).

•توفير حملات طبية دورية للتأكد من الكفاءة الصحية للمحتجزين سواء الصحة الوقائية أو الصحة العلاجية وإيجاد حلول سريعة لحالات الطوارئ وإسعاف الحالات الخطرة.

•توحيد الجهود بين العمل الأهلي والشركات ذات المسئولية المجتمعية والقطاعات المسئولة حكوميا لتقديم الإصلاحات اللازمة من أجل توفير معيشة صحية سليمة لكافة نزلاء السجون بعيدا عن أي اعتبارات فئوية أو تصنيف سياسي أو جنائي، فلكل محتجز أيا كان سبب احتجازه الحق في بيئة كريمة تحفظ له حياته وإنسانيته.

التوصيات:


•توحيد الجهود بين العمل الأهلي والشركات ذات المسئولية الاجتمعاية والقطاعات المسئولة حكوميا لتقديم الإصلاحات.

•توفير مصادر دائمة للمياه النظيفة بداخل أماكن الاحتجاز.

•الإشراف الدائم على نوعية الأغذية المقدمة للمحتجزين وتوفير عدد أكبر ( الضعف أو الضعفين ) من الطهاة ذوي الكفاءات وتدريب جزء كبير من المحتجزين على الطهي بكفاءة وذلك من أجل توفير وجبات صحية ومطهية بشكل جيد، حيث اتضح أن ضعف عدد الطهاة وعدم حرفيتهم هو السبب الرئيسي في سوء جودة الطعام المقدم، مما يعرض المحتجزين لسوء تغذية ويعرض المواد التموينية للإهدار.

•الكشف على الحمامات وبناء عدد أكبر لاستيعاب السعة الموجودة وعدم ايقاع ضرر على المحتجزين في الانتظار في طوابير، والكشف على شبكة المياه والصرف واصلاح ما يحتاج منها، وتركيب أبواب وستائر جديدة لما تلف من الموجود للحفاظ على خصوصية المحتجزين.

•معاينة الزنازين والمطابخ والحمامات وجميع الأماكن المستخدمة من نزلاء السجون، وعمل فتحات تهوية مناسبة للأعداد مع تغيير أي سلك على الشبابيك يؤدي لعدم دخول الهواء وتركيب عدد كافي من الشفاطات والمراوح وسلك متحرك واسع يسهل الوصول إليه وفتحه وإغلاقه لتوفير التهوية اللازمة ومنع دخول الحشرات والزواحف، وفي الوقت نفسه يتيح التهوية لإن السلك الضيق يسد الهواء ويؤثر على التنفس لمعظم النزلاء.

•توفير مياه ساخنة في الحمامات وعدد كافي من الجرادل الجديدة وادوات مناسبة للنظافة الدورية وأدوية وادوات لإسعاف الحالات الطارئة حتى يتسنى علاجها من الاطباء المختصين، وتوفير مبردات مياه للشرب في فصل الصيف.

•توفير وقت كافي للتريض اليومي بالتبادل والاشتراك في الرياضات المناسبة لكل فرد.

•تعريض جميع الزنازين والحمامات والمطابخ لعملية تنظيف بمواد كيماوية مطهرة وطاردة للحشرات وذلك بشكل دوري، والقيام بدهان الزنازين بمادة عازلة لمنع الرطوبة واستخدام دهان زيت للحوائط وتبليط الأرض للحفاظ على بيئة نظيفة وصحية لا تجمع حشرات أو تصيب بالرطوبة والأمراض الصدرية المختلفة.

•الكشف على جميع الأدوات المستخدمة من النزلاء من ملابس ومفروشات وأدوات نظافة واستبدال ما تلف منها وتوفير مواد منظفة بشكل دوري لتعقيم جميع الأدوات من أجل وقاية صحية لجميع النزلاء.

•السماح بوسائل تدفئة في الشتاء وتوفيرما يلزم لتعقيمها دوريًا من ملابس وبطاطين وفرش للأرض، وتوفير الإضاءة المناسبة.

•التأكد من ملائمة الملابس للفصول صيفا وشتاءا وتزويد المحتجز بما يلزم لتنظيفها.

•التأكد من نظافة أدوات الطهي والطعام وتقديم الوجبات بصورة لائقة للمحتجز.

•تطوير مستشفيات السجون من حيث الأجهزة وعدد الأسرة والأدوية وجميع المستلزمات.

•توفير عدد إضافي من الأطباء في جميع التخصصات والإخصائيين الاجتماعيين وتزويدهم بالأجهزة والدواء الكافي للنزلاء.

•التطوير المهني لجميع العاملين بالسجون في المجالات الطبية والصحية والغذائية ،...إلخ، وتوفير الخصوصية الكافية للمحتجز للحصول على العلاج المطلوب طبي أو نفسي أو سلوكي، وإشراك المحتجزين من أصحاب التخصصات في الأعمال المشار إليها.

•تطوير النظام التعليمي وقاعة المكتبة وتوفير أجهزة كمبيوتر وانترنت وتوفري مواد تعليمية وترفيهية على أجهزة الحاسب الموجودة، وإتاحة الدخول عالانترنت من أجل متابعة الفرص الدراسية والتواصل الدراسي مع الجامعات والمؤسسات التعليمية المختلفة.

•السماح للنزلاء بقضاء الوقت الكافي في القاعات التعليمية وتمضية بقية الوقت في العمل المناسب لكل محتجز، وبيع الإنتاج في أسواق خارجية يعطى من خلالها راتب للعاملين ويتم استكمال عملية التطوير من العائد.

•توفير بيئة ملائمة للدارسين النظاميين وإتاحة لهم حضور جميع الاختبارات الإلزامية، وتفعيل خدمة محو الأمية وتوظيف فيه عدد من المحتجزين لتقديمه لغيرهم والإشراف على انتظامه بشكل دوري، مع فتح فرص تعليمية وتدريبية للدراسة الاختيارية للخريجين والمهنيين باستخدام الانترنت والتدريب بداخل القاعات التعليمية.

•تفعيل الورش المهنية وتدريب عليها الراغبين في العمل وإلحاقهم بعمل مهني مقابل أجر مع أخذ اعتبارات الملائمة والعمر والصحة في الاعتبار.

•توفير الأدوات الأساسية في كل زنزانة ووسيلة سريعة لطلب نجدة في حالة الطوارئ الصحية لأي محتجز.

•التأكد من عدم وجود تفرقة بين المحتجزين واتاحة استخدام جميع الخدمات بعد تطويرها للجميع بشكل عادل.

•طرح حلول لتوسعة الزنازين لكي تكون لائقة انسانيا وصحيا للنزلاء وان يكون لكل محتجز مكان خاص به للنوم والجلوس ولمتعلقاته.

•توفير جهاز راديو لكل زنزانة وأدوات كتابية لكل نزيل.

•القيام برش تعقيمي لجميع الأماكن المذكورة في بداية الصيف للأرضيات والحوائط والهواء لمنع تواجد الحشرات والقوارض.

•إشراك المحتجزين في عملية تطوير السجون من التخطيط للتنفيذ وإشراك الكوادر الفعالة من العمل الأهلي والمجتمعي وتوفير الجانب المالي من الشركات العاملة والتبرعات الأهلية.

•تطوير جمعيات رعاية المحتجزين وإشراكها في عمليات التطوير الدورية.

•تطبيق نفس المتابعة والإصلاحات المذكورة على سيارات الترحيلات وزنازين التأديب وأهمها تزويد مساحات التهوية بفتح شبابيك إضافية وعمل تنظيف دوري بمواد معقمة.
شاهد أيضا
شارك

عمار مطاوع

Ammar Metawa صحفي مصري مقيم في أمريكا الجنوبية، أكتب من الأرض المنفصلة عن الجانب البعيد من لاتينا، حيث يؤمن الناس بالأساطير والحكايا أكثر مما يؤمن الشرقيون بالعقائد والأديان، ويرسمون حياة فريدة تكسر لدى مَن يجاورهم نمطية الأفكار وجمود التصورات.