ماذا قالت حركة السادس من أبريل يوم اعتقال هبة قشطة؟ | Ammar Metawa | عمار مطاوع | المدونة

ماذا قالت حركة السادس من أبريل يوم اعتقال هبة قشطة؟


وهكذا، عند الساعة السابعة من مساء ذلك اليوم، نشرت الصفحة الرسمية لطلاب حركة السادس من أبريل بيانًا رسميًّا حمل توقيع مسئول القطاع الطلابي بالحركة، عماد عبد الحميد، تعليقًا على ما وصفته بـ “أحداث العنف” داخل الجامعات.

ماذا قالت حركة السادس من أبريل يوم اعتقال هبة قشطة؟

تم نشر هذا المقال بصحيفة ساسة بوست، ويمكن مطالعته عبر الضغط هنا
كان صباح يوم 30 أكتوبر الماضي داميًا للغاية في الجامعات المصرية، حين واصلت التظاهرات اشتعالها بدءًا من القاهرة حتى جامعات الصعيد، ليجيء الرد الأمني أكثر قمعًا وبطشا ليسفر عن إصابة عشرات الطلاب واعتقال طلاب وطالبات من داخل حرم الجامعة.

لكن أكثر وقائع ذلك اليوم إيلاما، كان اعتقال الطالبة هبة قشطة من داخل جامعة المنصورة، مع 5 طلاب آخرين، بعد اقتحام قوات أمن الانقلاب لجامعة المنصورة، في الوقت الذي كان 30 طالبًا آخرين يتلقون العلاج في جامعة أسيوط، بينما 6 طلاب لا يزالون محبوسين حتى الآن يُعرضون على نيابة مدينة نصر بعد اعتقالهم من داخل جامعة الأزهر بالقاهرة.

بلغ الغضب الطلابي أشده في ذلك اليوم، ووصل فيه الحراك إلى درجة غير مسبوقة من الاشتعال، وسط توعدات طلابية بحراك أكثر قوة وإيلاما لهذا النظام الانقلابي، الذي كان عدلي منصور رئيسه، ومحمد البرادعي نائبه، وحازم الببلاوي رئيس وزرائه، والسيسي وزير دفاعه.

لكن، وفي ذروة الغضب الطلابي المشتعل، جاء بيان حركة السادس من أبريل صادما للغاية عند الساذجين الذين ما يزالون يضعونهم في قافلة الثورة، إذ حمّلت الحركة مسؤولية ما حدث للطلاب المتظاهرين، وليس لقوات الأمن!

وهكذا، عند الساعة السابعة من مساء ذلك اليوم، نشرت الصفحة الرسمية لطلاب حركة السادس من أبريل بيانًا رسميًّا حمل توقيع مسئول القطاع الطلابي بالحركة، عماد عبد الحميد، تعليقًا على ما وصفته بـ “أحداث العنف” داخل الجامعات.

ماذا قالت 6 أبريل يوم اعتقال هبة قشطة؟
بيان مسؤول الطلاب بالحركة الثورية المناضلة، وصف الحراك الطلابي بأنه (غباء من الإخوان) وأنه المسؤول عن (إثارة العنف) داخل الجامعات، وهو المسؤول أيضًا عن (عودة الحرس الجامعي) مرة أخرى إلى الحرم الجامعي!

وطالب البيان القائمين على تنظيم الحراك الطلابي بوقف (العنف)، والالتزام (بسلمية المظاهرات) وعدم (تعطيل الدراسة)، وتفعيل (الدور الأمني) وتجهيزه بكافة الوسائل المتاحة (لفرض الأمن) علي الجميع.
كما طالب البيان حكومة الببلاوي بتزويد كافة الجامعات بأبواب إلكترونية (لمنع دخول الأسلحة) إلى الجامعات، التي اعتبرت أنها أصبحت (مشهدًا روتينيًّا داخل جامعاتنا) في الحراك الطلابي.

ورغم أن الحركة هي التي طلبت وضع أبواب تفتيش إلكترونية عند مداخل الجامعات، إلا أنها عادت ورفضت تنفيذ الفكرة حين طبقتها حكومة محلب فيما بعد، ووصفت الحركة ذلك القرار بأنه إهانة للحرم الجامعي واستفزازًا لكرامة الطلاب!

وقبل أيام، صدر الحكم على الطالبة هبة قشطة بالسجن عامين مع النفاذ، لتصبح بذلك ثاني طالبة من طالبات الدقهلية يصدر عليها حكما عسكريًّا، بعد الحكم العسكري الصادر بحق رفيقة زنزانتها المحررة إسراء ماهر، بنفس المدة، قبل خروجها قبل أشهر.

في الحقيقة، شخصيًّا لا أجد موقف حركة السادس من أبريل مستغربا، لكن الباعث على توثيق ذلك المشهد، هو تنبيه هؤلاء الساذجين الذين ما يزالون ينظرون إلى تلك الحركة باعتبارها شريكة نضال ورفيقة ثورة، المنخدعين بالمنشور الذي نشرته الحركة تضامنا مع هبة يوم الحكم عليها، بينما كانت هبة (يوم اعتقالها) محرضة على العنف وحاملة للسلاح في بيان الحركة المناضلة.

ويلخص هذا المشهد أيضًا موقف الحركة من الحراك الطلابي، حتى لا يجيء اليوم الذي تتاجر به الحركة بموقفها (المحايد) المناصر للثورة في كل مشاهدها، بينما هم كانوا أول الداعين لاستعداء الأمن ضد الطلاب، المطالبين بتجهيز الداخلية لضبط الجامعات وحفظ الأمن ضد المتظاهرين المخربين من الطلاب!

شاهد أيضا
شارك

عمار مطاوع

Ammar Metawa صحفي مصري مقيم في أمريكا الجنوبية، أكتب من الأرض المنفصلة عن الجانب البعيد من لاتينا، حيث يؤمن الناس بالأساطير والحكايا أكثر مما يؤمن الشرقيون بالعقائد والأديان، ويرسمون حياة فريدة تكسر لدى مَن يجاورهم نمطية الأفكار وجمود التصورات.