تزييف الإعلام.. توم وجيري مثال

يتسلل الفأر إلي أحد المنازل الراقية، يصنع في حائطه جحرا صغيرا يتخذه مقرا لهجماته التي يشنها يوميا علي الثلاجة من أجل أن يسرق الجبنة..

لكن صاحبة المنزل التي لم يظهر وجهها طول الحلقات، تستقدم قطا ماهرا يقف له بالمرصاد، يحاول جاهدا أن يطرده خارج البيت الذي لا وجه له في البقاء فيه..

وهكذا تمضي الحلقات بين توم وجيري، لتنتهي الحلقة كل مرة بانتصار الفأر جيري، لينال القط توم عقابا شرسا من تلك السيدة المجهولة، بينما يضحك الطفل المشاهد ابتهاجا بانتصار الفأر الضعيف علي القط الشرير الجبار..

هكذا صنع الإعلام من جيري بطلا مسكينا يحاول العيش في سلام، بينما القط توم هو الذي يفتعل المشكلات ويخلق حالة الحرب..

لم يخبرنا الكارتون أن جيري هو الذي أشعل فتيل المواجهة يوم استوطن المنزل، وأن كل محاولات القط توم لا تخرج عن إطار المقاومة المشروعة..

لم يكن توم يريد من جيري إلا أن يرحل عن المنزل، هذا دوره الذي يسعي في تأديته بإخلاص وضمير.. وجيري، مهما افتعل الخيرية وتظاهر بالرقة والفتور، سيبقي المتسلل المحتل..

بالطبع هذا كارتون، لا أظن أن صاحبه كان يقصد كل هذا، لكن هذا محض مثال لما يمكن أن يصعنه الإعلام في اعتقاداتك، بينما أنت مسكين، لا تنتبه إلي ما يقدمه لك في ثنايا الدراما الماتعة..

شاهد أيضا