عن يوسف الشريف! | Ammar Metawa | عمار مطاوع | المدونة

عن يوسف الشريف!


أنا من هواة أعمال يوسف على أية حال، العام الماضي شاهدت مسلسل الصياد، وهذا العام شاهدت لعبة إبليس، وفي الطريق قد أستعيد ذكريات رقم مجهول، والمواطن إكس، وغيرها من الأعمال التي تدور كلها في فلك التشويق والإثارة وإجبار المشاهد علي أن يكون ذهنه حاضرا طول فترة العرض

عن يوسف الشريف!

من بين مئات الممثلين والفنانين المصريين والعرب، يقف يوسف الشريف وحده في زاية تفرد تعطيه طعما خاصا، للسنة الرابعة علي التوالي، حيث الغموض والرعب في أعماله العربية، التي يتبادر إلي الذهن منذ الوهلة الأولي أنها أوروبية غربية، أو علي أقل تقدير، يقوم علي إخراجها مخرج هوليودي.

منذ دقائق، انتهت الحلقة الأخيرة من مسلسل لعبة إبليس، مشاعر متداخلة لدئ جمهور يوسف الشريف عن تطور أسلوبه من عام إلى عام، فالفارق بين لعبة إبليس وبين مسلسل العام الماضي، (الصياد)، كبير جدا، والتطور هائل، والقدرة علي الإبداع بنفس فريق العمل بشكل يختلف كلية عن  سابقه.

إنه أمر مبشر، فالخوف الأكبر علي يوسف وفريقه ينبع من خشية انتهاء ما في جعبته، وأن يبدأ في تكرار نفسه، لكن ليس قدرا أن يختار يوسف هذا العام شخصية "الساحر"، ربما يوجه رسالة للجميع أن جعبته لا يزال يملؤها الكثير.

أنا من هواة أعمال يوسف على أية حال، العام الماضي شاهدت مسلسل الصياد، وهذا العام شاهدت لعبة إبليس، وفي الطريق قد أستعيد ذكريات رقم مجهول، والمواطن إكس، وغيرها من الأعمال التي تدور كلها في فلك التشويق والإثارة وإجبار المشاهد علي أن يكون ذهنه حاضرا طول فترة العرض.

لكن الأهم من هذا كله، أن أعمال يوسف الشريف لا تلعب فقط علي الجانب التشويقي، وإنما تضرب في صحن السياسة من جهة ربما لا يوجد غيره من الفنانيين يدخلها.

مسلسل الصياد
العام الماضي، مسلسل الصياد دارت قصته في مقرات الشرطة، في مقر أمن الدولة، كشف فيه يوسف كواليس "قذراة" الداخلية وسيطرتها علي سوق الدعارة والسلاح والجرائم المختلفة.

 الحقيقة أنني بعد نهاية المسلسل، أدركت أن المجرم في مصر ليس هو من يرتكب الجريمة، ولكن من يرتكبها خارج سيطرة "الدولة"، أو يحاول الخروج عن تلك السيطرة.

للمرة الأولي يتعرض أحد الأعمال الفنية للشرطة من جانب يكشف سوء أعمالهم بهذا الشكل، حتي إنك لا تجد نفسك متعاطفا مع قتلي الشرطة علي يد الصياد، إنهم مجرمون، يستحقون أن يذبحهم الصياد صاحب اليد اليسري بهذه الطريقة القاسية، وأكثر!

وفي لعبة إبليس، يقتحم يوسف الشريف مجال الإعلام، وأصحاب الفضائيات، وكيف يديرون أعمالهم، ويختارون ضيوفهم، وكيف يؤثرون علي الرأي العام، وكيف يتم توجيه برامجهم من جهات عُليا.

لعبة إبليس
لا ينسي يوسف هذه المرة أيضا أن يكشف عن دور قيادات الداخلية في السيطرة علي الإعلام والحرص علي شراكة أي قناة ناشئة، ويمتلك فعليا علاقات واسعة مع كل الإعلاميين القدامي والجديد، وعلي إطلاع كامل بكل أسرار الإعلام، ويستطيع الوصول إلي كل ما يريد بشتى الطرق، حتي لو وصل الأمر للتهديد والتخويف أو الترغيب ومنح الصلاحيات.

يفعل يوسف الشريف وفريقه كل هذا، لكن دون أن يفقد المشاهد متعة العرض، دون أن ينتبه حتي، دون ان يخسر عنصر التشويق والذهن المرهق من كثر التفكير من قبل المشاهد المسكين، الذي يلعب به يوسف الشريف بكل الطرق، حتي يفقد الثقة في عقله، ويكف عن التفكير،  ويستكين كالطفل في زاوية أمام شاشة اللابتوب يستمع إلي الحلقات في سكون، بعد أن يعلن استسلام عقله عن إدارك ما يجري حوله!
شاهد أيضا
شارك

عمار مطاوع

Ammar Metawa صحفي مصري مقيم في أمريكا الجنوبية، أكتب من الأرض المنفصلة عن الجانب البعيد من لاتينا، حيث يؤمن الناس بالأساطير والحكايا أكثر مما يؤمن الشرقيون بالعقائد والأديان، ويرسمون حياة فريدة تكسر لدى مَن يجاورهم نمطية الأفكار وجمود التصورات.