على استحياء.. إلى أبي! | Ammar Metawa | عمار مطاوع | المدونة

على استحياء.. إلى أبي!


الغربة حين تكون قسرا، لا تقتلك بمشاعر الحنين وحدها، وإنما تروح تذكّرك كل ليلة أنك عاق مهما تظاهرت بالبر، عاق لأنك لستَ عكازه وقد احتاج السند

على استحياء.. إلى أبي!



لا شيء يكسر خاطر الأب أكثر من ألا يجد ابنه في جواره حين احتاج إليه.. مثله كمثل مَن أفنى عمره يزرع شجرة يستظل بها، ثم لما داهمه الحرّ مالت إلى غيره.. الغربة حين تكون قسرا، لا تقتلك بمشاعر الحنين وحدها، وإنما تروح تذكّرك كل ليلة أنك عاق مهما تظاهرت بالبر، عاق لأنك لستَ عكازه وقد احتاج السند، لستَ عموده وقد مال ظهره.. تعلل نفسك بالأعذار، تغريك سماحته معك، وغفرانه الحاضر على الدوام.. لكن خاطرا في قلبك يناديك أنك لست في المكان الصحيح، وأن زكاة شبابك مُعطلة إلى نفسك.. أنت أناني، سرقت زهرة شباب أبيك ثم انخلعت عنه، ألزمته شقاء الزرع ثم حرمتَه فرح الحصاد، وحمّلته تيه حاجتك ووليت عنه في تيه حاجته.. لا أسأل الله اليوم إلا أن يلهم قلبه مني العذر عن عقوق المضطر، وأن يقدّر لي في الحياة متسعا لأدرك مِن برّه ما يعوّضه شقاء الغدر.. آمين
شاهد أيضا
شارك

عمار مطاوع

Ammar Metawa صحفي مصري مقيم في أمريكا الجنوبية، أكتب من الأرض المنفصلة عن الجانب البعيد من لاتينا، حيث يؤمن الناس بالأساطير والحكايا أكثر مما يؤمن الشرقيون بالعقائد والأديان، ويرسمون حياة فريدة تكسر لدى مَن يجاورهم نمطية الأفكار وجمود التصورات.