كيف يرى العرب ما يحصل في فنزويلا؟
عندما قصفت الولايات المتحدة الأميركية سوريا في بداية العام الماضي، دعم كثير من الحقوقيين والنشطاء في لاتينا، الحكومة السورية، ولكن لا يعرفون التفاصيل الدقيقة للوضع في سوريا.
الحقوقيون اللاتينيون انطلقوا في دعم الحكومة السورية من منطلق أخلاقي، وهو رفض التدخل الأمريكي في شؤون البلاد الأخرى.
لكن الذي لم يكن يعرفه الحقوقيون اللاتينيون هو أنهم عندما كانوا يدعمون الحكومة السورية، فإن عددا كبيرا من الشعب السوري كان يؤيد الضربات الأميركية ضد رئيس النظام المجرم.
لا يعرف الحقوقيون اللاتينيون الكثير عن تفاصيل الوضع السوري وتعقيداته، لكنهم يرفضون التدخل الأميركي في سوريا.. هذا الأمر يحدث الآن أيضا في البلاد العربية تجاه ما يحدث في فنزويلا.
العرب لا يعرفون عن خوان غوايدو أكثر من أنه "الرجل الذي تدعمه أميركا"، ولا يعرفون عن مادورو إلا أنه "الرئيس الذي يحارب أميركا".. لذلك يعتقد العرب أن الموقف الأخلاقي هو دعم مادورو، ورفض التوغل الأميركي.
لا يعرف العرب الكثير عن الأوضاع الاقتصادية المتردية في فنزويلا، وعندما يعرفون شيئا عنها، فإنهم يعتقدون أنها جاءت نتيجة للحرب الأميركية الاقتصادية ضد فنزويلا، وليس بسبب السياسات الاقتصادية الفاشلة لمادورو.
القضية الفلسطينية
مادورو لديه علاقات جيدة مع العرب، لماذا؟ لأن مادورو يدعم القضية الفلسطينية ضد جرائم إسرائيل، لذلك فإن العرب يعتبرون مادورو حليفا قويا لهم في أميركا اللاتينية.
زاد من حب العرب لمادورو وصول الرئيس البرازيلي الجديد جايير بولسونارو، الذي يدعم إسرائيل، ويستقبل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.
يرى العرب أن فنزويلا هي القلعة الأخيرة التي تدعم قضيتهم في مواجهة الانتشار الإسرائيلي في أميركا اللاتينية.
وبسبب دعم مادورو للقضية الفلسطينية، يتمتع مادورو بعلاقات جيدة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يعتبر فنزويلا صديقة للعرب.
الحركة التشافيزية بشكل عام لها احترام في العالم العربي، بسبب اقتراب هوجو تشافيز من الزعيم العربي الشهير جمال عبد الناصر، الذي يتمتع بشعبية كبيرة في العالم العربي.
هذه الأسباب هي التي جعلت الكثير من وسائل الإعلام العربية تدعم مادورو، وتصف التحرك الخاص ب غوايدو بأنه انقلاب مدعوم من الخارج.
التوصيات
يحتاج غوايدو أن يرسل رسالة طمأنة للعالم العربي بأن سياسة مادورو الخارجية تجاه القضية الفلسطينية لن تتغير، لأن العرب يخافون أن يتحول غوايدو إلى بولسونارو جديد.
ويحتاج النشطاء العرب الذين يعيشون بالقرب من فنزويلا أن يشرحوا للعالم العربي حقيقة الأوضاع في فنزويلا، وما يعانيه الشعب الفنزويلي من ظلم وقهر تحت حكم مادورو.
ويحتاج النشطاء الفنزويليين إلى إنشاء محطات تتحدث باللغة العربية، عندما ينتهون بنجاح من ثورتهم ضد مادورو، من أجل نقل الصورة الحقيقية عن بلادهم إلى العالم العربي.
شاهد أيضا
