ماري جين.. عاشت فقيرة وماتت مقتولة | Ammar Metawa | عمار مطاوع | المدونة

ماري جين.. عاشت فقيرة وماتت مقتولة


في نوفمبر 1888، كانت حياة ماري التعيسة تسير على النحو نفسه وقد بلغت الخامسة والعشرين من عمرها.. قبل أن يمنحها قاتل متسلل أسعد لحظة في حياتها على الأرجح، قام بقتلها!

ماري جين.. عاشت فقيرة وماتت مقتولة

ماري جين كيلي.. فتاة فقيرة وُلدت وعاشت في منطقة وايت تشابل اللندنية المُعدمة عام 1863.. لم يكن لديها عائلة أو مدخرات، حياة قاحلة منذ الميلاد، ومستقبل باهت يبشر بقصة أخرى تعيسة على هذا الكوكب.. ولكي تبقى على قيد الحياة، ارتزقت ماري بالشيء الوحيد الذي تملكه، جسدها.

عَملت ماري بالدعارة حتى قبل بلوغها، كانت تتسلل إلى مناطق الأغنياء بعد ترقيع ملابسها المتهالكة.. ترتدي حذاء طويلا لتعالج قصر قامتها، تتظاهر بالصمت لتتفادى الحديث بلغتها الويلزية الركيكة.. هكذا كان عليها أن تخوض الحرب كل ليلة حتى تظفر بطعام الغد.

في نوفمبر 1888، كانت حياة ماري التعيسة تسير على النحو نفسه وقد بلغت الخامسة والعشرين من عمرها.. قبل أن يمنحها قاتل متسلل أسعد لحظة في حياتها على الأرجح، قام بقتلها!

لم تكن ماري الضحية الوحيدة للقاتل المتسلل، بل سبقها إلى المصير نفسه 7 بائعات هوى بائسات يعملن في الحي نفسه.. لم يتم حل القضية، لكن بعض المحققين أشار إلى احتمالية أنها حملة أخلاقية كاثوليكية ضد بائعات الهوى.

قرر القاتل التقي أن يحارب الدعارة في حي ليمريك الفقير، وليس في قصر الملك المستبد، أو كنسية الكاهن المتسلط.. ومنح نفسه حق انتزاع حياة بائسة ربما فاقدتها كانت أحرص على نهايتها منه.

في ديسمبر 1888، تم دفن ماري في مقابر الصدقة بالكنيسة الكاثوليكية في ليمريك، وعلى رخامة قبرها كتبوا: "ماري جين، 25 سنة، عاشت فقيرة وماتت مقتولة".
شاهد أيضا
شارك

عمار مطاوع

Ammar Metawa صحفي مصري مقيم في أمريكا الجنوبية، أكتب من الأرض المنفصلة عن الجانب البعيد من لاتينا، حيث يؤمن الناس بالأساطير والحكايا أكثر مما يؤمن الشرقيون بالعقائد والأديان، ويرسمون حياة فريدة تكسر لدى مَن يجاورهم نمطية الأفكار وجمود التصورات.