ذاكرة الأوراق.. حياة ما قبل الجامعة! | Ammar Metawa | عمار مطاوع | المدونة

ذاكرة الأوراق.. حياة ما قبل الجامعة!


تمر الحياة سريعا أمام عينيك وأنت تستعرض أبرز المحطات فيها، لكن في زحمة الحياة تجد أغلب تلك الذكريات يتطاير من وجدانك، ثم لا يبقى فيها إلا ما حفظته ذاكرة الأوراق.

ذاكرة الأوراق.. حياة ما قبل الجامعة!


غريبة هي ذاكرة الأطفال، دائما ما تتشبث بمشاهد وتنسى أخرى قد تكون فاصلة في حياتك كلها، لكن دائما ما تبقى بعض اللحظات فارقة. 

أتذكر جيدا حين كنت طفلا كيف كنتُ خائفا مرعوبا وأنا على ظهر سفينة في عرض البحر والظلام الأسود يحوط السفينة من كل جانب، كنت في طريقي إلي أبي في السعودية، مشهد الظلام هذا لن أنساه طيلة حياتي أبدا. 

أتذكر أول إذاعة مدرسية قدمتها في طابور الصباح، أول جهاز كمبيوتر ألمس فأرته الضخمة ذات الكرة الصغيرة البيضاء، أتذكر أول انتخابات لرئاسة الفصل، أو مسابقة للقرآن، أول مجلة حائط في المكتبة، أول مبارة في دوري المدرسة.. ومشاهد أخرى كان القلب فيها يضطرب من فزع خوص التجربة الجديدة. 

تمر الحياة سريعا أمام عينيك وأنت تستعرض أبرز المحطات فيها، لكن في زحمة الحياة تجد أغلب تلك الذكريات يتطاير من وجدانك، ثم لا يبقى فيها إلا ما حفظته ذاكرة الأوراق.


الإعدادية .. بداية كل شيء

هنا كانت الخطوة الأولى، أول دورة في الكمبيوتر، أول مسابقة قرآنية، أو إذاعة مدرسية، مرحلة رغم قصرها إلا أنها كانت فاصلة في حياتي كلها.. وكانت هذه أبرز الشهادات التي حفظتها خزانتي:


 
ربما تكون تلك الشهادة الأكثر سخرية، فقد استطعت أخيرا أن أجتاز دورة مكثفة في إحدي مراكز التدريب بحضانة الصفا دورة في "ويندوز 98" ذلك النظام الحاسوبي العتيق، الذي كان وقتها لا يزال شابا يافعا قويا. 


 

شهادة تقدير حصلت عليها إثر فوزي بالمركز الأول في المسابقة الدينية بمدرستي الإعدادية الأولى، كانت أول مسابقة من نوعها أخوضها ممثلا عن المدرسة، وقد صرف لي مدير المدرسة جائزة مالية من فرط رضاه عن تمثيلي 


 

شهادة تقدير بعد حصولي علي الشهادة الاعدادية من اجماعة لإخوان المسلمين، تركت تلك الشهادة أثرا كبيرا في تعلقي بنشاطات الإخوان، فقد كانت التقدير الوحيد لإنجازي الصغير هذا 


 
وفي العام ذاته أيضا حصلت علي شهادة تقدير عن سورة فاطر في مسابقة نظمها الإخوان في أحد مساجد المدينة، وأتممت وقتها حفظ نصف القرآن الكريم. 



الثانوية.. الرقم القياسي

كانت رحلة ممتعة، استطعت بفضل الله فيها أن أفوز برئاسة الفصل ومقررا عن اللجنة الرياضية طيلة السنوات الثلاثة، وكنت أول طالب -وربما الوحيد- الذي يفوز برئاسة الفصل 3 أعوام متتالية، ومقررا عن اللجنة الرياضية صاحبة الصراع الأكبر بين الطلاب في السنوات الثلاثة أيضا.


 

شهادة تقدير حصلت عليها في مجال الصحافة عن السنة الأولى الثانوية، كانت سنة عصيبة جدا إثر منافسة قوية مع طلاب الفرق الأعلي، وبفضل الله حصلت علي أمانة اللجنة رغم كوني في الصف الأول لا أزال 


 

في نفس العام حصلت علي شهادة تقدير أخرى عن نشاط المكتبة، وكانت هذه آخر شهادة أتسلمها من مدير المدرسة الذي أُحيل إلي المعاش بعدها بأسابيع 


 

شهادة تقدير عن نشاط المكتبة في السنة الثانية الثانوية، وقد كتبها خطاط من أستاذة المدرسة وبعدها أعطاني دورة في فنون الخط العربي لكن لم يتيسر لي إكمالها مع دخول الامتحانات 


 

شهادة تقدير أخري عن نشاط المكتبة في نفس العام، وقد صدرت بناء على توصية مدير المدرسة، فتسلمت في ذات الاحتفالية شهادتين عن نشاط واحد 


 

شهادة تقدير عن نشاطي في اتحاد طلاب المدرسة في الصف الثاني الثانوي، وقد كنت أمين الفصل ومقرره الرياضي في السنوات الثلاثة بفضل الله 


 

شهادة تقدير من أخصائية الإعلام في المدرسة بعد نشاط عامي الثاني في الثانوية، وكانت أبرز ملامحها أن اسمي فيها مكتوبا بشكل غير صحيح 


 

شهادة تقدير عن نشاطي في مجال الصحافة المدرسة في الصف الثالث الثانوي، وكنت وقتها أمين لجنة الصحافة في المدرسة والاتحاد 


 

شهادة تقدير إثر حصولي علي المركز الأول في القرآن الكريم والذي كنت قد أتممت حفظه قبلها بأسابيع لتصبح تلك الجائزة أول ما أتلقاه فور إتمام حفظ القرآن الكريم 


 

وعن في نشاط المكتبة، حصلت علي شهادة تقدير في الصف الثالث الثانوي، وكانت تلك رابع شهادة أتلقاها عن نشاط المكتبة في المرحلة الثانوية كلها


الجامعة .. الـ"التيرم" الواحد

في الجامعة، كان انضمامي للتيار الإسلامي كفيلا بأن يحرمني من ممارسة أي نشاط طلابي، فقد كنّا من المغضوب عليهم في عرف النظام، لكن مع الثورة استطعنا أخيرا أن ننفذ إلى اتحاد الطلاب، ممثلا عن اللجنة الثقافية، لمدة نصف تيرم فقط أي ما يعادل 6 أسابيع.. ورغم ذلك، حصلت على قدر لا بأس به من الشهادات.


 

شهادة تقدير من رئيس جامعة القاهرة لدوري في إدارة أمانة اللجنة الثقافية باتحاد طلاب كلية دار العلوم بالجامعة للتيرم الثاني من العام 2011. 


 

شهادة تقدير من نائب رئيس الجامعة لدوري في مشروع محاكاة الثورة المصرية في الجامعة والذي حضره المذيع أحمد منصور والناشط وائل غنيم والشيخ صفوت حجازي وعدد من رموز الثورة المصرية 


 

شهادة تقدير هذه المرة من عميد كلية دار العلوم يشكرني فيها علي دوري في النشاط الطلابي قبل أن يكتشف بعد عام كامل أنني أستحق الفصل من العمل الطلابي لأنني عدو للوطن

 

شهادة تقدير عن مشاركتي في مسابقة ألهمتنا القدس في أول نشاط طلابي خارجي أحضره بعد أن توجت الثورة المصرية واستنشق الطلاب بعض نسائم الحرية
شاهد أيضا
شارك

عمار مطاوع

Ammar Metawa صحفي مصري مقيم في أمريكا الجنوبية، أكتب من الأرض المنفصلة عن الجانب البعيد من لاتينا، حيث يؤمن الناس بالأساطير والحكايا أكثر مما يؤمن الشرقيون بالعقائد والأديان، ويرسمون حياة فريدة تكسر لدى مَن يجاورهم نمطية الأفكار وجمود التصورات.