رحلة المعتقل محمد رمضان من لازوغلي والعازولي حتى العقرب | Ammar Metawa | عمار مطاوع | المدونة

رحلة المعتقل محمد رمضان من لازوغلي والعازولي حتى العقرب


يروي محمد أن بعض المعقلين خرجوا للتحقيق ولم يعودوا، ثم عرفوا فيما بعد أنهم لفظوا أرواحهم تحت التعذيب وتم دفنهم بالسجن.

رحلة المعتقل محمد رمضان من لازوغلي والعازولي حتى العقرب

في يوم الأربع 11 مارس، كان محمد في طريقه لمقابلة عمرو ربيع بوسط البلد قبل أن يهاجمهما أشخاص ملثمون نزلوا من سيارة مدنية كبيرة واعتدوا عليهما بالضرب المبرح بشكل احترافي يبنيء عن تدريبهما المسبق علي علميات الاختطاف.

أصيب محمد بجرح كبير في رأسه وشفتيه، وأصيب عمرو بجروح مماثلة لم يستطع محمد أن يتبينها بسبب انتقالهما الفوري إلي لازوغلي وتغمية أعنينهما وكلبشة أيديهما من الخلف.

تعرض محمد وعمرو للتعليق وهما مقيدين فترو طويلة حتى كاد ذراعيهما أن ينخلعا، وسط اعتداءات الكهرباء عبر جهاز إليكتريك حينا، وأحيانا أخري عبر سلك مبلل.

ظل محمد وعمرو يتعرضان للتعذيب والتحقيق المتواصل طيلة 22 يوما لم يري أيا منهما فيها النور بسبب وضع القيود علي عينهما وكلبشة أيديهما.

وفي يوم الأربعاء 2 أبريل، انتقل عمرو ومحمد إلي الإسماعلية وسط حفلات تعذيب استمرت طوال الطريق، قبل أن يكتشفا أنهما في مقبرة العازولي.

كان الزنزانة مساحتها 4 في 6 وتضم 28 معتقلا.. الحمام مرة واحدة في الساعة 2 ليلا لمدة 5 دقائق فقط لكل زنزانة.

الاستحمام ممنوع، ولكل زنزانة 2 جركن مياة في اليوم، والنظافة ممنوعة، حتي ظهر في أجساد بعضهم حشرات كالقمل والبراغيث والبق.

تعرضوا خلال تلك الفترة للتعذيب بالكهربا والتعليق والمياة الساخنة والتعرية والتعذيب الطبي في المتستشفي، والتعليق بكلابشات بلاسيتيكية تكاد تقطع الشرايين.

كانت جلسات التحقيق تستمر من الساعة العاشرة صباحا وحتي الثانية من صباح اليوم التالي، ويقضيها المعتقل مقيدا ومعلقا أو مشبوحا.

يروي محمد أن بعض المعقلين خرجوا للتحقيق ولم يعودوا، ثم عرفوا فيما بعد أنهم لفظوا أرواحهم تحت التعذيب وتم دفنهم بالسجن.

أحد معتقلي سيناء أصيب بمرض غريب حيث كان يغمي عليه بالأيام، ثم يفيق لساعات قبل أن يعاود الإغماء، فكانت قوات الأمن تقيد له مخبرا يمسك بآلة إليكترك للكهرباء، ويتنظره دقائق إفاقته ليقوم بتعذيبه خلالها قبل أن يعاود الإغماء من جديد.

وفي يوم 8 مايو، تم إدارج أسميهما في قضية أنصار بيت المقدس، وكُتب إلي جوار اسم كل منهما: هارب ومطلوب ضبطه.

وفي يوم الجمعة 16 مايو، عادوا من جديد إلي لازوغلي، وبقوا ساعتين فيها قبل أن تستقلهما سيارة إلي فيلا بالتجمع الخامس، وباتوا فيها ليلتين لتغطية الجروح والرضوض تمهيدا للعرض علي النيابة وإعلان ظهورهما.
شاهد أيضا
شارك

عمار مطاوع

Ammar Metawa صحفي مصري مقيم في أمريكا الجنوبية، أكتب من الأرض المنفصلة عن الجانب البعيد من لاتينا، حيث يؤمن الناس بالأساطير والحكايا أكثر مما يؤمن الشرقيون بالعقائد والأديان، ويرسمون حياة فريدة تكسر لدى مَن يجاورهم نمطية الأفكار وجمود التصورات.